الصور القدیمة وتاریخ ضریح الامام الرضا
وباستشهاد الإمام الرضا (ع) سنة 203 هـ، دفن جثمانه الطاهر بجوار قبر هارون الرشید. وکانت هذه الإمارة تقع وسط حدیقة کبیرة وجمیلة کانت تابعة لحمید بن قحطبة وقیل والی طوس أنه لما ذهب الإمام الرضا (ع) فی الطریق إلى مرو نزلوا إلى دار حمید بن قحطبة ووضعوا علامة على مکان دفنهم.
وبحسب هذا المقال فإن أول بناء للمقبرة کان ضریح هارون الرشید الذی بناه مأمون العباسی، وقد بنی علیه باقی الضریح سبکتکین (387-366هـ) الملک الغزنوی المتعصب المقام المقدس ومنع الحج إلیه، بعد ذلک حاول عمید الدولة فایق استکمال الضریح وتطویر مشهد.
وفی سنة 400هـ أعاد أبو بکر شهمرد بناء الضریح مرة أخرى بأمر السلطان محمود الغزنوی، وبحسب النقش الموجود على قبر الإمام الرضا (ع)، یبدو أن بناء الضریح قد تم تجدیده أو إصلاحه فی عام 400هـ. سنة 516 هـ. وقد تعرض مبنى الضریح لأضرار بالغة سنة 548هـ.
وفی العهد السلجوقی، قام شرف الدین أبو طاهر قمی، بعد ترمیم المبنى، ببناء قبة مبلطة على قبة الضریح وبنی بجانبها مئذنة.
فی زمن جنکیز، تم تدمیر الضریح. وفی عهد غازان خان ثم السلطان محمد خدابندى الجیتو، حاول ترمیم وتزیین المقام المقدس. وفی القرن الثامن المیلادی، کان بناء الحرم یتکون من: الحرم، ومسجد البلاصر وعدة مبانی صغیرة متصلة بالجهة الشمالیة ومدرسة (حسب ابن بطوطة الرحالة الشهیر). فی عهد شاروخ تیموری وزوجته جوهررشاد، تطور الضریح المقدس بشکل ملحوظ.
وفی هذه الفترة من عام 821هـ، تم بناء أول مسجد شامل لمدینة مشهد اسمه مسجد جوهرشاد فی جهة القبلة من الحرم الشریف، ثم بناء "دار الحافظ"، و"مسجد فرق الذکار"، و"دار الحافظ". تم بناء "السیادة" و"تسلیم البیت أو الخزانة".
حول المجمع تم بناء ثلاث مدارس اسمها مدرسة باریزاد ومدرسة بلاصر ومدرسة دودارب فی عهد السلطان حسین بایقرا (912-875) بفضل جهود الأمیر علی شیر نوای والمحکمة القدیمة وقاعدة البوابة الذهبیة تم إنشاء قاعة الثورة فی عهد الشاه عباس الأول، وتوسعت فی العهد الصفوی للشاه طهماساب، وتم ترمیم المئذنة القریبة من القبة وتذهیبها، وفی عام 932 هـ تم تحویل البلاط الطینی الرائع الموجود على القبة إلى ذهب وأمر بنقش وصفه فی النقش المطلی حول القبة بخط علی رضا عباسی. - فی عهد الشاه عباس تم توسیع الفناء القدیم (الثورة) وتم بناء الرواق الشمالی من الغرف والسرادقات والمداخل، کما تم بناء الرواق الشرقی والغربی.
منارة روزا، حیث دفن جسد حضرة الرضا (ع) المقدس، تقع تحت قبة ذهبیة ورائعة وتعتبر النواة المرکزیة لمبانی آستان القدس الرضویة. فی السنوات الأولى، بعد دفن جثمان الإمام (ع)، تم بناء المرقد الشریف بشکل بسیط وبمواد خاصة بذلک الوقت، بحیث لم یکن للمرقد المقدس سوى باب مدخل واحد بسیط أمام الباب. مبارکة وکانت لها زخارف مختصرة فی أسلوبها وکانت صفوف جوانب المقام، ما عدا الصف الأمامی، مغلقة من خارج المبنى.
ولم یکن هناک سوى قبة واحدة فوق الضریح. فی تلک السنوات البعیدة، کانت الأراضی المحیطة بالمرقد المقدس کلها غیر مأهولة، وکانت نوغان، التی کانت إحدى مدینتی طوس المشهورتین والمرموقتین، تعتبر المستوطنة السکنیة الوحیدة فی المنطقة.
إن رقابة الولاة الصارمة على تحرکات الشیعة وإقامتهم، ومنعهم من الاهتمام بمرقد الإمام وفهم فضل الحج، تسببت فی مرور السنین وعدم بناء بناء مناسب ومناسب لمقامه المقدس. وأخیرا، مرت السنوات الصعبة والثقیلة ببطء، وکانت نعم الله تعالى على الضریح الرضوی سببا فی أنه فی تلک الأیام الأولى والأجواء الخاصة فی ذلک الوقت، کان الضریح المقدس محمیا من أی ضرر حتى تم رفع فصل النبی الکریم. نزلت على شکل فضائل ومعجزات متتالیة، فتح العقدة من عمل المتألمین والمحتاجین إلى بابه، وکثرة فضائل الإمام واستمرارها أثارت اهتمام الناس وحکام ذلک الوقت. لزیادة الحج المیمون، خاصة معظم أهل خراسان والمناطق الأخرى، والمریدین لمقبرة وبلاطة رضوی، وباعتبار الإضاءة واجبًا علیهم، یجب علیهم المضی قدمًا فی بناء وترمیم وتذهیب وتزیین وحفظ وصیانة هذا المقدس. مبنى.
وعلى مدى قرون مختلفة، حاول رجال البلاد الإسلامیة ولاة خراسان وأمراءها، ورجال الإخلاص والاهتمام بالمکانة النبیلة للولایة والإمامة، تجدید عظمتها بإنفاق الأموال، وتزیینها بإنشاء المبانی وترک آثار هذا المکان النبیل الملیء بالآثار الفنیة القدیمة للماضی، وهم یقدمون بإخلاص روائعهم التاریخیة وروائعهم الفنیة إلى هذا المکان الشامخ.
المصدر : موقع بیتوت