أهم أحداث یوم تسوا
تاسوع هو الیوم التاسع من المحرم. إن هذا الیوم الذی له أهمیة کبیرة عند الشیعة والمرتبط بلیلة عاشوراء، کان ملیئاً بأحداث مختلفة ومریرة بالنسبة لآل الإمام الحسین (ع).
وبحسب وکالة موج للأنباء، فإن الیوم التاسع من شهر محرم الحرام، والذی یعرف بالتسواء ویرتبط بلیلة عاشوراء، هو آخر یوم أدرک فیه الإمام الحسین (ع) وأصحابه لیلته. ولهذا فهو مهم جداً للمسلمین ومحبی أهل البیت (ع). کما یعتبر الشیعة هذا الیوم منسوبا إلى العباس بن علی، ویعظمون هذا الیوم مثل یوم عاشوراء ویحزنون فیه.
تاسوعاء یحیی ذکرى استشهاد العباس بن علی (ع) التضحیة والأدب والشجاعة والوفاء والحقوق، ومع مرور أکثر من 1300 عام لا یزال التاریخ واضحا من کرامته ویقترن اسمه به. الولاء والأدب والرجولة.
لقد دخل ذلک القائد المضحی نهر الفرات بشفاه عطشانة وکبد محروقة، لکن شجاعته ووفاءه لم یسمحا له بشرب الماء، وکان الإمام وأهل البیت (ع) والأطفال عطشى. وخرجت شفاه عطشانة من الفرات لتسقی الأطفال.
ولم یشرب من الماء بنفسه وعطش الفرات على شفتیه وعاد ولم تصل ید الفرات العطشى إلى حضن عباس مرة أخرى. أین یمکن العثور على هذه التضحیة وهل یمکن أن تتناسب کل هذه التضحیة مع الکلمات والتعبیر عنها بالکلمات؟
فأصبحت یدا أبو الفضل القلم، وأصبحت هذه الأیدی علماً لأحرار العالم، وأصبح العباس معلماً لا مثیل له للذکورة والذکورة فی التاریخ.
وفی هذا الیوم المهم وقعت فی أرض کربلاء عدة أحداث مصیریة نذکر منها:
وصول شمر إلى کربلاء
شمر بن ذی الجوشن الذی سبق غیره فی معاداة أهل البیت (ع) وکان حاضراً بحماسة خاصة فی حادثة کربلاء، ألقى خطاباً شدید الصوت من صوت الله إلى عبید الله فی الیوم التاسع من شهر رمضان. شهر المحرم، وأرسله إلى عمر بن سعد فأخبره.
ابن سعد، الذی کان متفائلا بالصلح مع الإمام الحسین (ع) وبذل الکثیر من الجهود فی هذا الطریق، فجأة واجه رسالة عبید الله ولم یجد طریقة للهرب. فإما أن یقاتل مع الإمام الحسین (علیه السلام) رغماً عنه أو یفقد أمره ویحرم من الحکومة إلى الأبد.
وکان من الصعب علیه أن یقبل أیاً من هذین الطریقین، لکن حب القیادة والأنانیة تغلب علیه لدرجة أنه بغض النظر عن مبعث الإمام الحسین (ع) ومکانته الدینیة والاجتماعیة وقربه من النبی (ص) فقد تغلب علیه. (اختار الطریق الأول بنیة استشهاد الإمام الحسین (ع) ، لکنه تاب بعد ذلک واستغفر أمام جده محمد مصطفى (ع). لکن إذا خسر حکومة رای فلن یصل إلیها أبداً. لذلک قام بتنظیم قواته وأعدها للهجوم.
رسالة الأمان لأبی الفضل العباس علیه السلام
شمر الذی کان قائد مشاة عمر بن سعد وأحد العناصر الأساسیة فی حادثة کربلاء، مساء تاسعوع، رسالة حمایة من عمر بن سعد لأبناء الرشید الأربعة وأم الشجاع الشجاعة. بنین علیه السلام، أی العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، أحد الإخوة، أحضر والد الإمام الحسین (ع) لیفصلهم عن جیش الإمام الحسین (ع) الباحث عن الله والحق. .
أم البنین، زوجة حضرة علی (ع)، کان لها أربعة أطفال شجعان ومخلصین، کلهم کانوا موجودین فی کربلاء تحت قیادة أخیهم وإمامهم حضرة أبی عبد الله الحسین (ع).
وکان لحضرة العباس (ع)، وهو أکبرهم سنا، سمعة مستحقة. کان یُعرف بـ "قمر بنی هاشم" لجماله الجمیل وقامته المتوازنة وإقدامه وحماسه وإقدامه الذی لا مثیل له.
وأم البنین من قبیلة بنی کلاب، ومنهم شمر بن ذی الجوشن. ولذلک، فی عشیة تاسوعاً، اقترب من خیمة الإمام الحسین (ع) وصاح بصوت عالٍ: أین بنات أخی؟
فقال الامام الحسین (ع) الذی عرف معنى العدد لاخوانه: أعطوا جواب الرقم. ومع أنه متجاوز إلا أنه مرتبط بک.
وظهر حضرة العباس علیه السلام مع إخوته الثلاثة أمام شمر، فسأله: ما حاجتک؟ فقال شمر: أنتم بنات أخی. واعلم أن نار الحرب ستشتعل فی ساعة أخرى، ولن ینجو أحد من أصحاب الحسین بن علی (علیهما السلام). لقد جئتک بکتاب ثقة من عمر بن سعد. أنت آمن من هذه الساعة على أن تترک نصر أخیک الحسین (علیه السلام) وتترک جنوده.
فناداه العباس علیه السلام الذی کان مرکز الوفاء ومنجم الغیرة: قطعت یدیک، ولعنة الله علیک وعلى حرفک الأمان. یا عدو الله تأمرنا أن نکف عن أصحاب أخینا وسیدنا الحسین علیه السلام ونطیع الملعونین وأبنائهم الأنجاس. هل تمنحنا الحمایة ولکن لا حمایة لابن رسول الله صلى الله علیه وسلم؟
وغضب شمر من رد فعل أطفال أم البنین المکسر، وعاد إلى خیمته. وروی أیضاً: أنه کان فی جنود عمر بن سعد رجل اسمه (عبد الله بن أبی محل بن حزام) وهو ابن أخ أم البنین علیها السلام. ولما وصله خبر وجود أبناء عمومته (العباس، عبد الله، جعفر، عثمان) فی قوات الإمام الحسین علیه السلام، حصل على کتاب ثقة من عمر بن سعد وأرسله إلیهم عن طریق غلامه. (کوزمان). فدعا بنی أم البنین علیه السلام وأخبرهم برسالة أمان ابن عمهم. فقال له العباس (ع) وإخوته: سلم على ابن عمنا وأخبره أننا لا نحتاج إلى کتاب الحمایة الخاص بک. فسلامة الله خیر من سلامتک.
أمر الهجوم العام
ورأى عمر بن سعد بعد أن وصله کتاب عبید الله بن زیاد أنه إذا تردد فی قتال الحسین (ع) فإنه سیفقد منصبه ویحل شمر مکانه فی قیادة الجیش. ولذلک أصدر فی عهد تاسوع، ودون سابق إنذار، الأمر بالهجوم الشامل على خیام الإمام الحسین (علیه السلام).
بقوله "یا خل الله أرکبی وبالجنة أبشری" حاول إظهار مبررات أفعاله وتعزیز معنویات قواته المهتزة، حتى أنه فی المعرکة مع ابن رسول الله صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسلم، فلا یضطرب ولا یتشتت تحرک جیش الکفر بقیادة عمر بن سعد بشکل موحد واندفع نحو مساکن الامام الحسین (علیه السلام).
وفی هذا الوقت رأى الإمام الحسین (علیه السلام) عدداً کبیراً من قوات العدو أمام خیمه.
وعلى الفور استدعى النبی أخاه العباس ین علی (علیه السلام) وأرسله مع عشرین من أصحابه المخلصین مثل زهیر بن قیین وحبیب بن مظاهر إلى جیش العدو للقاء عمر بن سعد ومعرفة سبب ذلک. الحرق غیر المثمر اسألهم. اقترب حضرة العباس علیه السلام وأصحاب الامام الحسین علیه السلام من قوات العدو وسألوا قادتهم:
ماذا تقصد بهذه الحرکة غیر اللائقة وأعمال الشغب؟ قالوا: قد جاءنا أمر من أمیر عبید الله بن زیاد یجب أن نعرضه علیکم، وهو إما أن نطیعه ونبایعه، أو أن نستعد لمعرکة حاسمة!
فقال العباس (علیه السلام): ففکر قلیلاً حتى أبلغ هذا الخبر إلى سیدی الحسین (علیه السلام).
وقد أوصل حضرة العباس علیه السلام رسالة العدو إلى الإمام علیه السلام. فقال له الحسین (علیه السلام): اذهب إلیهم فقل لهم أن ینتظروا اللیلة ویترکوا القتال إلى الغد. لأننی أود أن أصلی أکثر قلیلاً فی آخر لیلة من حیاتی والله یعلم مدى اهتمامی بالسر والحاجة معه والصلاة فی بابه.
وقد نقل حضرة العباس (علیه السلام) مرة أخرى رسالة الإمام الحسین (علیه السلام) إلى العدو. فرفض عمر بن سعد، الذی کان متهماً بالتساهل ورأى شمراً منافساً له، طلب الإمام الحسین (علیه السلام) وقال: لم یعد هناک وقت للحسین!
لکن بعض قادة الجیش منهم قیس بن الأشعث وعمر بن الحجاج احتجوا علیه وقالوا: لو طلب منا جیش الکفر والشرک مهلة ما ترددنا، بل ترددنا أن نعطی. راحة لابن رسول الله صلى الله علیه وسلم؟ تحتاج إلى منحه فترة راحة. فقبل عمر بن سعد طلب الامام الحسین (علیه السلام) حتما وأرسل رسالة مفادها أنی أمهلتک لیلة واحدة، ولکن غدا صباحا إذا لم تطع أمر الأمیر فسوف نترک القرار للسیف. فی هذا الوقت، ساد السلام النسبی وعاد کلا الجیشین إلى خیامهما وانتظرا وصول الیوم التالی.